PREGNANCY BIRTH

كركوك: داعش يفقد القدرة على المناورة .. والبيشمركة تتحكم بزمام المبادرة

Unknown 0 تعليق 6:04 ص

لم يعد تنظيم “داعش” يشكل خطراً كبيراً على محافظة كركوك المتنوعة عرقياً، بفضل تصدي قوات البيشمركة الكوردية لمحاولات المسلحين ومنعهم من الدخول إلى المدينة وإبعاد خطرهم عن المنشآت الحيوية المهمة مثل شركتي النفط والغاز، فضلاً عن إحكام القوات الكوردية قبضتها على جميع الحقول النفطية في المدينة وحمايتها.

وضيقت قوات البيشمركة الخناق على مسلحي “داعش” بعد أن سيطرت على أغلب المناطق والقرى الواقعة في المحور الجنوبي للمدينة من جهة قضاء داقوق (40 كم جنوب كركوك)، ولم يعد بإمكان مسلحي التنظيم القدرة على المناورة وفقدوا الكثير من هيمنتهم وسطوتهم التي كانت في بداية دخولهم مناطق جنوب غربي كركوك، إلى أن تحوّلت زمام المبادرة لتصبح بيد الأجهزة الأمنية.

وما زال تنظيم “داعش” يتمركز في قضاء الحويجة (55 كم جنوب غربي كركوك) والنواحي التابعة له وهي الزاب والعباسي والرياض والرشاد، كما يسيطر المسلحون على قرية بشير وبعض القرى الأخرى المحاذية لقضاء داقوق (40 كم جنوبي كركوك)، لكن “داعش” لا يملك ثقلاً كبيراً أو تواجداً مكثفاً لعناصره في داقوق، مثلما يتركز ثقلهم في الحويجة.

وتتبع قرية بشير ناحية تازة ذات الغالبية التركمانية التابعة بدورها لقضاء داقوق جنوبي كركوك، وتضم القرية نحو 1150 منزلاً وفيها اكثر من 2500 عائلة وهي تبعد بنحو (25 كم عن مركز المدينة).

وعلى ضوء الإنتصارات المتحققة، أثنى العديد من أبناء مكونات مدينة كركوك عرباً وكورداً وتركماناً وكذلك أبناء الطوائف المسيحية والأيزيدية والصابئة المندائيين على جهود القوات الكوردية وقدرتها على التصدي لهجمات المسلحين، كما إن دفاع البيشمركة عن مدينة “الذهب الأسود” وحماية أبنائها دون تمييز، أنسى سكانها بمختلف قومياتهم المشاكل السياسية باعتبار كركوك منطقة متنازع عليها بين حكومتي بغداد وأربيل، بالإضافة إلى تعزيز التعايش السلمي فيما بينهم.

وتركزت انتصارات البيشمركة خلال المعارك التي خاضتها ضد مسلحي تنظيم “داعش” في مناطق إستراتيجية مهمة، وتحديداً في ثلاثة محاور تدعى (سيطرة مكتب خالد، وقرية تل الورد، ومرتفعات خراب الروت).

ويقع محور (سيطرة مكتب خالد) بالقرب من موقع شركة غاز الشمال الواقعة بدورها على نفس الطريق المؤدي إلى ناحية الرياض التابعة لقضاء الحويجة، لذلك يعتبره المسلحون محوراً مهماً جدا من الناحية الإقتصادية والمادّية.

أما محور (تل الورد) فهو يقع إلى الجنوب الغربي من مدينة كركوك بنحو (30 كم)، ويعتبر محوراً استراتيجياً لوقوعه على طريق (كركوك – K1) المحاذي لمنطقة تحوي محطات توليد كهربائية تغذي بعض مناطق كركوك وتدعى (ملا عبد الله)، ويمكن لمن يسيطر عليه التسلل إلى داخل المدينة بسهولة.

في حين يقع المحور الثالث بين ناحيتي (الملتقى وسركران) بمنطقة تحوي جبالاً تدعى مرتفعات (خراب الروت) وهي منطقة تابعة إدارياً لقضاء الدبس (45 كم شمال غربي كركوك)، وتعتبر تلك المرتفعات مهمة من الناحیة العسكریة لأنها تطل علی منطقة حوض الحویجة.

وعلى وفق الإنتصارات المتتالية التي حققتها البيشمركة، يؤكد خبراء عسكريون أن القوات الكوردية تمتلك إمكانيات عسكرية تؤهلها للإستمرار في الدفاع عن مدينة كركوك والتقدم صوب مناطق جديدة اذا مارادت، مشيرين إلى أن الاستراتيجيات العسكرية والإحداثيات الواقعية والشرعية الدولية التي اكتسبتها هذه القوات تجعلها قادرة على إبعاد أي خطر قد تتعرض له المدينة مستقبلاً.

ولم تعلن إدارة محافظة كركوك لحد الآن، عن أي إحصائيات رسمية دقيقة بشأن عدد الهجمات التي تصدت لها قوات البيشمركة، لكن محافظ كركوك نجم الدين كريم، قال أواخر العام المنصرم 2014 إن كركوك تعرضت لنحو 20 محاولة تصدت لها البيشمركة ببسالة منذ أحداث حزيران، كما أكد المحافظ أن تحرير قضاء الحويجة بات “مسألة وقت”، بعد انهيار الجانب المعنوي لدى عناصر التنظيم.

وأحكمت قوات البيشمركة سيطرتها لحد الآن على 20 قرية تابعة لقضاء داقوق وناحيتي تازة والرشاد، بالإضافة إلى تحرير ناحية الملتقى ومنطقة ملا عبدالله، وتمكنت أيضاً من الوصول إلى مفرق ناحية الرياض المؤدي للحويجة، وأحكمت سيطرتها على مجمع اليرموك الطبي التابع لتلك الناحية.

فيما حصنت القوات الكوردية مواقعها وثبتت أسلحتها الثقيلة على بعد 30 كيلومتراً في مرتفعات خراب الروت الواقعة إلى الشمال الغربي من مركز المدينة، بينما لا يفصلها الآن من الجهة الجنوبية الغربية عن قضاء الحويجة سوى مسافة 18 كيلومتراً، متمركزةً في منطقة تدعى وادي النفط.

وتعد مدينة كركوك من المدن العراقية المهمة والحيوية، ومن أهم العوامل التي لعبت دوراً في ذلك الثروات الباطنية كالبترول والغاز الطبيعي، فضلاً عن خصوبة أراضيها الزراعية، بالإضافة إلى موقعها الجغرافي والتجاري المتميز والذي يجعل منها حلقة وصل بين وسط العراق وشماله.



باسنيوز

0 التعليقات لــ "كركوك: داعش يفقد القدرة على المناورة .. والبيشمركة تتحكم بزمام المبادرة"