![]()
اكد الكاتب الاميركي (بليز ميستال) ان الولايات المتحدة الاميركية
اختارت الحليف الخطأ في المعركة ضد تنظيم "داعش" الارهابي في اشارة الى
تركيا، مطالبا واشنطن بالحفاظ على تحالفاتها البناءة مع الكرد في المعركة
ضد "داعش" لانهم انجح المجموعات في الحرب ضد "داعش" حسب قوله.
وقال (بليز ميستال) وهو مدير الأمن القومي في مركز سياسة الحزبين الأميركي للابحاث في مقال له في "رويتيرز" ان "الولايات المتحدة اخطأت في حساباتها حين أشركت إردوغان في الحرب ضد الارهاب"، مشيرا الى ان زعيم تركيا المتقلب يبدي اهتماما اقل بكثير في محاربة "داعش" من اهتمامه باستعادة سلطته في الداخل، منوها الى ان الأولوية الأولى لواشنطن ينبغي أن تكون الحفاظ على تحالفاتها البناءة مع الجماعات الكردية في المعركة ضد "داعش". ودعا (ميستال) الولايات المتحدة الى منع تركيا من تقويض الهدف الاستراتيجي الرئيسي وهو هزيمة الارهابيين، مطالبا المسؤولين الأميركيين بأن يتخذوا موقفا أقوى بكثير من هجمات إردوغان على الكرد. وقال (بليز ميستال) في مقاله انه ينبغي على واشنطن العمل والتواصل مع العديد من المنظمات الكردية للحفاظ على تعاونها في مواجهة "داعش"، مشيرا الى ان أولى هذه المنظمات هو (حزب الاتحاد الديمقراطي) وهو حركة سياسية كردية سورية، ستوجه الدعوة قريبا لزعيمه "صالح مسلم" لزيارة واشنطن لإجراء مشاورات على مستوى رفيع مع مسؤولي الحكومة الاميركية، منوها الى ان هذه الاجتماعات ستظهر التزام واشنطن المستمر تجاه الكرد في سوريا، مضيفا ان ثاني المنظمات الكردية هو حزب الشعوب الديمقراطي في تركيا والذي تزداد شعبيته لأنه يمثل تطلعات الغالبية العظمى من الكرد في تركيا للتوصل لحل سلمي للصراع الطويل بالإضافة إلى الكثير من الاتراك الذين يريدون نظاما أكثر ديمقراطية وليبرالية في تركيا، مشيرا الى ان نجاح الحزب في الانتخابات العامة التي جرت في يونيو - حزيران كان هائلا حين فاز بمقاعد في البرلمان للمرة الأولى. وقال الكاتب الاميركي (بليز ميستال) :" تظل حكومة إقليم كردستان الأهم من بين كل الفصائل الكردية، وذا تخلت حكومة الإقليم عن التحالف فقد تفقد القوات الأميركية القدرة على الوصول لمنشآت حيوية تتعلق بالعمليات والتخطيط وجمع المعلومات، لذا ينبغي على المسؤولين الأميركيين أن يؤكدوا لزعماء الكرد التزام واشنطن بأمنهم، كما ينبغي أن يتفق الجانبان على نهج مشترك للضغط على إردوغان لإنهاء حملته على حزب العمال الكردستاني، وينبغي أن تكون من أولويات المسؤولين الأميركيين إزالة ما يدفع إردوغان لمهاجمة حزب العمال الكردستاني، ألا وهو البقاء السياسي، ففي يونيو حزيران ألحق الناخبون الأتراك بإردوغان هزيمة ساحقة، فقد فشل حزبه العدالة والتنمية -بعد 12 عاما من الحكم منفردا في تحقيق ولو أغلبية بسيطة في البرلمان، ومنذ ذلك الحين يبحث إردوغان عن حجة تتيح له الدعوة لانتخابات مبكرة واستمالة الناخبين الذين تخلوا عنه، وقدمت الحرب الفرصة المثلى، حيث قال إردوغان للأمة إن تركيا تحت حصار وإن أعداءها مصطفون واتخذ هيئة الزعيم الوحيد القادر على حماية شعبه. كما قدم نفسه باعتباره لاعبا مهما يحظى بالاحترام على الساحة العالمية بعد التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة والحصول على دعم حلف شمال الأطلسي لحربه،وبحرمان حملة إردوغان من أي شرعية دولية يمكن للولايات المتحدة أن تبدأ في تقليص المنافع السياسية التي يسعى لتحقيقها. وقد يعني هذا أن يشكك المسؤولون الأميركيون علنا في هجوم تركيا على حزب العمال الكردستاني ويسلطوا الضوء على كيف يعرض ذلك مهمة التصدي لـ "داعش" ومن ثم حياة الأتراك للخطر، وينبغي أن تكون الولايات المتحدة مستعدة لأن تتخذ خطوة أخرى وتتحدث صراحة عن الكثير من بواعث القلق التي شابت العلاقات التركية الأميركية خلال فترة حكم إردوغان وتتجاهل واشنطن بشكل مستمر قائمة متنامية بأخطاء إردوغان السياسية والاستراتيجية، بما في ذلك سجن صحفيين في الداخل ودعم متطرفين في سوريا. وقال الكاتب الاميركي في مقاله ايضا :"ما من سبب وجيه يدفع المسؤولين الأميركيين لمواصلة الصمت تجاه ميول إردوغان الاستبدادية ورفضه للتوجه الغربي التقليدي في تركيا، ربما كان إشراك إردوغان خطأ في الحسابات، لكن إذا استطاعت الولايات المتحدة أن تقف إلى جانب شركائها الكرد وتعاقب إردوغان على تهوره فقد يدرك أخيرا أنه الوحيد الذي استنفد فرصه في النجاح". |


0 التعليقات لــ "كاتب اميركي : على واشنطن الحفاظ على تحالفاتها مع الكرد "