أكد رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم أن الحزب «يناهض» نظام حزب «البعث» في سورية منذ عام 2004 والقوات الكردية «اصطدمت» مع قوات النظام السوري في شمال شرقي سورية وشمالها مقابل «تعاون» مع فصائل في «الجيش الحر» لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، لافتاً إلى أن الإدارات الذاتية الكردية يمكن أن تكون «نموذجاً في سورية مستقبلية حرة ديموقراطية».
وقال مسلم في رسالة لـ «الحياة» بعد تقرير لجنة الشؤون الخارجية البريطانية في البرلمان في عنوان «سياسة الحكومة البريطانية إزاء إقليم كردستان العراق»، أن الحكومة شرحت موقفها من كردستان العراق والكرد في سورية «في شكل غير عادل بانتقاد حزبنا على رغم التوضيحات التي قدمت إلى غاريث بايلي «الممثل البريطاني الخاص لسورية».
وأضاف أن لندن قالت سابقاً أنه «من الصعوبة البالغة تقديم أي دعم لحزب الاتحاد الديموقراطي، وهو لا يزال يحافظ على صلة مع نظام (الرئيس بشار) الأسد ويرفض التعاون في شكل كامل مع المعارضة السورية المعتدلة، لكن نؤكد مرة أخرى أن ليس لنا أي علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع نظام البعث في سورية. نحن نناهض نظام الأسد منذ انتفاضة مدينة قامشلو (القامشلي شرق سورية) ٢٠٠٤»، لافتاً إلى أن «وحدات حماية الشعب» و «قوات حماية المرأة» و «الاتحاد الديموقراطي» اصطدمت مع «قوات النظام في المناطق الواقعة تحت سيطرتها في حلب (شمال) محافظة الحسكة أيضاً (شرق)».
وعن التعاون مع «المعارضة السورية المعتدلة»، قال مسلم أن «الاتحاد الديموقراطي والقوى والأحزاب الكردية كانت ولا تزال تبدي استعدادها للتعاون مع القوى المعتدلة، لكن ما يسمى المعارضة السورية المعتدلة لديها نظرة إقصائية إزاء الأقليات بمن فيها الكرد. ومع ذلك، فإن حزبنا وقوات حماية الشعب تعاونوا مع الجيش السوري الحر وفصائله مثل «بركان الفرات» و «ثوار الرقة في الدفاع عن (عين العرب) كوباني» شمال سورية وقرب حدود تركيا.
وإذ جاء في تقرير الحكومة البريطانية أنها قلقة من «بعض الصلات» بين «الاتحاد الكردي» و «حزب العمال الكردستاني» بزعامة عبدالله أوجلان المحظور في بريطانيا، قال مسلم: «حزبنا حزب سياسي مستقل في سورية وذو قيادات وقرار مستقلين. حزبنا يحافظ على علاقة قوية ومتساوية مع كل الأحزاب الرئيسية في المنطقة من ضمنها الحزب الديموقراطي الكردستاني (برئاسة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني) وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني (برئاسة الرئيس السابق جلال طالباني) وحزب العمال الكردستاني». وأضاف: «قلنا في شكل متكرر للحكومة البريطانية ليس لنا أي علاقة تنظيمية مع حزب العمال الكردستاني. التنسيق والتعاون الذي تم بيننا وبين الحزب الديموقراطي الكردستاني في مقاومة شنكال (شمال العراق) وكوباني، تؤكد أن الاتحاد الديموقراطي يستطيع التعاون مع جميع الأحزاب في خدمة المواطنين وحمايتهم».
ورداً على تأكيد لندن ضرورة «التزام التعددية وحقوق الإنسان»، قال مسلم: «إن التقرير تجاهل الإدارة الذاتية المعلن عنها في كردستان سورية (روجافا)، وهي ذات مبدأ تعددي وعادل تشمل جميع المكونات لروجافا من عرب وكرد ومسيحيين وآشوريين وأرمن. وهذه الإدارة ومبادئها تضاهي الأنظمة الديموقراطية في غرب أوروبا»، لافتاً إلى دور «قوات حماية الشعب» في حماية الإيزيديين والآشوريين غرب كردستان، وإلى «الدور البطولي بينها وبين البيشمركة وقوات التحالف الدولي - العربي في دحر داعش من كوباني».
وإذ أشار مسلم إلى أن الإدارة الذاتية الكردية أعلنت في تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 في المناطق الكردية، أكد أن «الإدارة الذاتية لم تعلن من طرف واحد فقط هو الاتحاد الديموقراطي، إذ تم الاتفاق عليه مع جميع المكونات العرقية والدينية في المنطقة، كما أنه تم التوقيع على العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية من جانب أربعين منظمة اجتماعية وسياسية، وعلاوة على ذلك، سورية لا تزال تعتبر منطقة حرب ولا يوجد هنالك في المنظور القريب أي قرار فوري للحل في سورية. لذا، في هذا السياق المحفوف بالأخطار والمليء بالشكوك لا يستطيع الشعب في روجافا (غرب كردستان) يترك مصيره للمجهول، بل قام بتنظيم ليضمن سلامته وحقوقه في سورية التي لم تتضح ملامحها بعد، في عملية انتقالية كهذه، نقوم بضمان التطلعات الديموقراطية للشعب الكردي. نحن كحزب نصر على أن يسمح للكرد والمجموعات العرقية والدينية التي تتعايش في الكانتونات الثلاثة المحررة (الجزيرة شرقاً، عين العرب وعفرين شمالاً) في روجافا بالتمسك بهذا الإعلان، على الأقل إلى حين ضمان مطالبهم وحقوقهم في الاتفاق الانتقالي المستقبلي. نضيف إلى ذلك أننا نقترح هذه التجربة لتعميمها كنموذج قابل للحياة الديموقراطية في سورية مستقبلية حرة ديموقراطية».
ودعا مسلم الحكومة البريطانية إلى إرسال «لجنة استشارية مستقلة لتقصي الحقائق في الكانتونات الثلاثة».
0 التعليقات لــ "صالح مسلم : حزبنا يناهض البعث منذ 2004 و لنا تعاون و تنسيق مع الجيش الحر"